شهد فرع الأحياء المجهريـة في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (تقييم كفاءة المستخلصات الطبيعية المثبطة لاستشعار النصاب كعوامل علاجية ومعززات للمناعة ضد عدوى الكلبسيلا الرئوية) للطالبة زهراء عيسى صادق.
هدفت هذه الدراسة لدراسة قدرة أربع مستخلصات نباتية كمثبطات QS لتقليل ضراوة الكليبسيلا الرئوية، والتي تعد من بين الكائنات الحية الدقيقة الأكثر شيوعًا المعزولة من التهابات جروح الحروق. تضمنت هذه الدراسة محاور عدة. شمل المحور الأول العزل والتشخيص الجزيئي لجراثيم K. Pneumoniae من الحالات السريرية لجروح الحروق، مع اختيار العزلات المقاومة للأدوية المتعددة (MDR) لاستخدامها لاحقاً. بحثت الدراسة انتشار الكليبسيلا الرئوية في مستشفيين للحروق في الكوت، العراق، للفترة من كانون الثاني وايار 2022. جمعت 100 مسحة حروق من 40 مريضًا من كلا الجنسين ومختلف الأعمار. جرى عزل وتشخيص الكليبسيلا الرئوية باستخدام الطرائق التقليدية متبوعة بنظام VITEK®2، وجرى تأكيد نتائجه بواسطة تفاعل سلسلة خميرة البلمرة (PCR) الذي استهدف جين GapA. بعد ذلك، درس نمط الحساسية لمضادات الجراثيم بواسطة نظام VITEK®2. ومن بين 100 مسحة لجروح الحروق، كانت 20 عزلة تعود الى الكلبسيلا الرئوية. كان 55% (11 من 20) من الكليبسيلا الرئوية المعزولة في الدراسة الحالية مقاومة للمضادات الحيوية، و 35٪ من العزلات لديها خميرة بيتا لاكتاماز واسعة الطيف، التي تعد آلية المقاومة الرئيسة للمضادات الحيوية. المحور الثاني للدراسة ركز على الاستخلاص بواسطة الكحول الاثيلي لأربع نباتات، وهي: براعم زهور القرنفل المجففة (Syzygium aromaticum L)، ولحاء القرفة (Cinnamomum cassia L)، وأوراق نبات المورينجا (Moringa oleifera Lam)، والقطب (Tribulus terrestris L). تميزت المستخلصات النباتية بخصائص مختلفة. المحور الثالث كان دراسة قدرة المستخلصات النباتية كمثبطات ل QS بالمقارنة مع الفيورانون (مثبط QS المعروف). استخدم فحص الانتشار في الهلام لجرثومة الزائفة الزنجارية كمؤشر عن وجود مثبطات QS.. اما المحور الرابع كان تحديد تأثير مستخلصات القرفة والقرنفل على منحنى نمو جرثومة الكليبسيلا الرئوية المحور الخامس تضمن تقييم تأثير المستخلصات المثبطة لـ QS على حيوية الخلية باستخدام فحص MTT. جرى معالجة الكليبسيلا الرئوية بتراكيز مختلفة من المستخلصات الكحولية للقرنفل أو القرفة مقارنة بالجراثيم غير المعالجة. المحور السادس كان تقدير فعالية مستخلصات QS على تثبيط الأغشية الحيوية الكليبسيلا الرئوية باستخدام طريقة Crystal violet. ركز المحور السابع على دراسة تأثيرات المستخلصات المثبطة لـ QS على حساسية الكليبسيلا الرئوية للمضادات الحيوية، اذ أنه من المفيد النظر في الاستخدام التوافقي للمضادات الحيوية مع الاستراتيجيات المضادة لـ QS. أما المحور الثامن شمل تحديد تأثير المستخلصات المثبطة لـ QS على التعبير الجيني. أما المحوران التاسع والعاشر فقد اشتملا على دراسة تأثير المستخلصات النباتية على الحيوانات المصابة (في الجسم الحي). أظهرت نتائج هذه الدراسة تغيرات إيجابية كبيرة في كرات الدم البيض، الخلايا الليمفاوية٪، الوحيدات٪، الخلايا المحببة٪، والصفائح الدموية٪. فيما يتعلق بتأثير المستخلصات على الإنترلوكين 4 (IL-4) في كل من المجموعتين الوقائية والعلاجية، حدثت زيادة في مستويات IL-4 بسبب إعطاء القرفة والقرنفل، واعتمدت هذه الزيادة على الجرعة. وكذلك، لوحظت زيادة معتمدة على الجرعة في مستويات إنترفيرون كاما (IFN-γ) في مجموعات مختلفة من الجرذان المعرضة للمستخلصات النباتية. ومع ذلك، لم تظهر إنزيمات الكبد نتائجا مشجعة في بعض الحالات، اذ ارتبطت مستخلصات القرنفل والقرفة خاصة عند الجرع العالية بتسمم الكبد. وهذا يعني الاستخدام الحذر لهذه المستخلصات بتراكيز عالية. ومع ذلك، نجح مستخلص القرفة، بجرعة منخفضة أو عالية، في خفض مستويات الكلوكوز لدى الجرذان مقارنة بالمجموعات الأخرى في كل من المجموعتين الوقائية والعلاجية. أستنتجت هذه الدراسة أنه كان لكل من مستخلصات القرنفل والقرفة تأثيرات قوية على تقليل الصفات المرضية التي ينظمها QS في الكليبسيلا الرئوية. ونجحت مستخلصات القرفة والقرنفل في تقليل ضراوة بكتيريا K. الرئوية ظاهريًا ووراثيًا، سواء في المختبر أو في الجسم الحي.حيث كان لمستخلصات القرنفل والقرفة آثار سلبية إلى حد ما على إنزيمات الكبد وترتبط بالتسمم الكبدي عند تناولها بجرعات عالية. ومع ذلك، فإن مستخلص القرفة لديه القدرة على خفض مستويات السكر في حيوانات المختبر مما يجعله مفيدا في مرض السكري.
أوصت هذه الدراسة بإجراء المزيد من الاستكشاف لمستخلصات النباتات المذكورة أعلاه بشكل منفصل أو مجتمعة لتطويرعلاجات بديلة ضد الالتهابات الرئوية المقاومة للأدوية المتعددة. ويعد الفحص الروتيني لمقاومة مضادات الميكروبات متطلبًا كبيرًا لاختيار الدواء المفضل أو العلاجات المركبة للتخلص التام من البكتيريا الملوثة للجرح. وكذلك القيام بدراسة شاملة لتحديد تأثير مستخلصي القرنفل والقرفة على المناعة الخلطية والخلوية ضد أهم مسببات الأمراض.