شهد فرع الفسلجة والكيمياء الحياتية والأدوية في كلية الطب البيطري جامعة بغداد مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة / ( دور الهيستيدين في علاج التهاب السحايا بالتيكوبلانين: دراسة علاجية وحركية) للطالب محمد جدعان سعد. هدفت هذه الدراسة لتقييم تأثير الهستيدين على الخصائص العلاجية والحركية الدوائية للتيكوبيانين. في التجربة المختبرية، تم إعداد ملف خصائص أوساط النمو باستخدام أوساط انتقائية وتفريقية، بالإضافة إلى اختبارات بيوكيميائية لعزل وتفريق بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية بناءً على شكل المستعمرات ولونها، وكذلك لاستخدامها في اختبارات الأيض والتشخيص، بما في ذلك وسط المانيتول الملحي، وسط ستاف 110، ووسط مغذي القلب والدماغ .تم تأكيد هوية سلالة المكورات العنقودية الذهبية باستخدام اختبارات بيوكيميائية (اختبار الكاتالاز، اختبار التخثر، واختبار الأوكسيداز) بالإضافة إلى نظام Vitek 2. جاءت نتائج اختبار الكاتالاز إيجابية (مما يدل على وجود إنزيم الكاتالاز)، واختبار التخثر كان إيجابيًا، مما يشير إلى سلالة ممرضة، بينما كانت نتيجة اختبار الأوكسيداز سلبية. تم تحديد التركيز المثبط الأدنى والتركيز القاتل الأدنى للتيكوبيانين ضد المكورات العنقودية الذهبية، حيث كانت 2 ميكروغرام/مل و4 ميكروغرام/مل على التوالي. في الدراسة الحية، تضنت هذه الدراسة استخدام 40 أرنبًا أبيض ذكرًا، وقُسم إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تحتوي على عشرة أرانب: المجموعة الأولى (السيطرة السلبية): لم تُصب الأرانب بالعدوى وتلقت محلول ملحي طبيعي عن طريق الوريد. المجموعة الثانية (السيطرة الإيجابية): أُصيبت الأرانب ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية بتركيز 10⁷ وحدة تكوين مستعمرة/مل دون تلقي علاج، لاحداث الإصابة بالتهاب السحايا. المجموعة الثالثة: أُصيبت الأرانب ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية وتلقت علاجًا بالتيكوبيانين بجرعة 12 ملغم/كغم عن طريق العضل لمدة سبعة أيام. المجموعة الرابعة: أُصيبت الأرانب ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية وتلقت علاجًا بالتيكوبيانين (12 ملغم/كغم بالعضل) بالإضافة إلى هستيدين بجرعة 100 ملغم/كغم عن طريق الوريد لمدة سبعة أيام. تم جمع عينات السائل الدماغي الشوكي في أوقات مختلفة لقياس عدد البكتيريا وتركيز التيكوبيانين باستخدام الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء. أظهرت النتائج أن التيكوبيانين خفض بشكل كبير عدد البكتيريا في السائل الدماغي الشوكي من 6.43 ± 2.53 وحدة تكوين مستعمرة/مل خلال 24 ساعة إلى 3.84 ± 0.56 وحدة تكوين مستعمرة/ مل بعد سبعة أيام.
أظهرت مجموعة العلاج بالتيكوبيانين والهستيدين معًا فعالية أعلى، حيث انخفض عدد البكتيريا من 6.62 ± 2.53 إلى 3.36 ± 0.54 وحدة تكوين مستعمرة/مل بحلول اليوم السابع. كما ارتفع تركيز الذروة للتيكوبيانين من 75 ميكروغرام/مل إلى 86 ميكروغرام/مل، وانخفض زمن الوصول إلى الذروة من 76 ساعة إلى 52 ساعة، مما يشير إلى تحسن امتصاص الدواء بفضل إضافة الهستيدين. كذلك ارتفع حجم التوزيع، مما يعكس تحسين الاختراق النسيجي، من 0.069 لتر/كغم إلى 0.086 لتر/كغم. لوحظت فروق ملحوظة عند الفحص النسيجي لأنسجة المخ بين المجموعات حيث أظهرت مجموعة السيطرة الإيجابية زيادة كبيرة في سمك السحايا، وتسلل واسع النطاق من العدلات، وانحلال عصبي، وهي تغييرات مميزة لالتهاب السحايا الشديد. في المقابل، أظهرت مجموعة العلاج بالتيكوبيانين فقط سماكة بسيطة في السحايا وانخفاضًا ملحوظًا في تسلل الخلايا الدبقية المنشطة، مع ملاحظة تحلل عصبي خفيف في المادة الرمادية. كشفت التحاليل النسيجية عن هيكل نسيجي شبه طبيعي في مجموعة العلاج المزدوج. أستنتجت هذه الدراسة أن الهستيدين يحسن الخصائص القاتلة للجراثيم والخصائص الدوائية للتيكوبيانين، مما يؤدي إلى نتائج علاجية أفضل في التهابات الدماغ والحبل الشوكي الناتجة عن المكورات العنقودية الذهبية. لم تقتصر فعالية العلاج المزدوج على تقليل الحمل البكتيري بشكل أكبر، بل ساعد أيضًا على تقليل الالتهاب العصبي والحفاظ على سلامة أنسجة الدماغ.أوصت هذه الدراسة بإجراء المزيد من الدراسات السريرية لتقييم سلامة وفعالية العلاج المركب في أنواع حيوانية أخرى مصابة بالتهاب السحايا البكتيري. واعتبار الهيستيدين عاملًا مساعدًا واعدًا في علاج عدوى الجهاز العصبي المركزي باستخدام التييكوبلانين، نظرًا لدوره في تعزيز إيصال الدواء وتحسين ديناميكيته الدوائية. ويُقترح إجراء المزيد من البحوث حول آليات عمل الهيستيدين في تعزيز اختراق المضادات الحيوية، واستكشاف إمكانياته في علاج الالتهابات الأخرى التي يقيّدها الحاجز الدموي الدماغي (BBB). كذلك يجب دراسة هذا العلاج المركب كاستراتيجية لمواجهة مسببات الأمراض المقاومة لعدة أدوية، بهدف تعظيم الفوائد العلاجية وتقليل تطور المقاومة.
