شهد فرع الصحة العامة البيطرية في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستيرالموسومة ( التأثير الملطف لحليب الإبل في التسمم التكاثري المستحدث بالأفلاتوكسين B1 في ذكور الجرذان ) للطالبة باسمة جاسم محمد .
هدفت هذه الدراسة للبحث في الآثار السامة للأفلاتوكسين B1 (AfB1) على الوظائف التناسلية لذكور الجرذان وكذلك الدور المحتمل الذي يمكن أن يلعبه تناول حليب الإبل، كعامل طبيعي، في الحد من هذه الآثار الضارة، أجريت هذه الدراسة في بيت الحيوان ومختبرات كليات الطب البيطري في جامعتي بغداد والقادسية.
تضمنت هذه الدراسة 120 جرذاً ذكراً ناضجاً من نوع الوستر (Wister) بعمر ثلاثة أشهر بطريقة عشوائية على أربع مجاميع (تضمنت كل منها ثلاثون جرذاً)، إذ جُرعت الأولى بالماء المقطر وعدت على أنها مجموعة السيطرة وجرعت مجاميع المعاملة الثلاث حليب الإبل (مجموعة Cm) بجرعة 10 مل/ كجم من وزن الجسم/ يوم و الأفلاتوكسين-ب1 (مجموعة Af) بجرعة 0.3 ملجم/ كجم من وزن الجسم/ يوم والمعاملتين معا (مجموعة AfCm). استمرت المعاملات لمدة 42 يوما.
بعد مرور 21 و 42 يوما من مدة التجربة، تم وزن ذكور الجرذان وتخديرها وأخذت منها عينات دم لغرض تقييم المستوى المصلي للهرمون اللوتيني (LH) والهرمون محفز الجريب (FSH) والتستوستيرون (T) وتم تسجيل الأوزان النسبية لكل من الخصى والبرابخ والبروستات والحويصلات المنوية.
كما تم أخذ عينات من أنسجة البرابخ (لتقييم جودة السائل المنوي) والغدد النخامية، والخصى (لدراسة تعبير جينات fshβ و lhβ في النخامية وجينات fshr و lhr في الخصى)، ونماذج نسجية أخرى من الأكباد والكلى والخصى والبرابخ لغرض الدراسة النسجية-المرضية. ولفحص مؤشر الخصوبة، فقد تركت عشرة ذكور للتزاوج مع أناث متمرسة للكشف عن نسبة الحمل، وطول مدة الحمل، وعدد المواليد للأم الواحدة، ونسبة الذكور إلى الإناث من هذه المواليد.
بينت نتائج مجموعة Cm ارتفاعاً معنوياً في الأوزان النسبة للأعضاء التكاثرية (الخصى والبرابخ والبروستات والحويصلات المنوية) ومستويات الهرمونات المدروسة (FSH و LH والتستوستيرون) ومعالم النطف (تركيز النطف وحركة النطف ونسبة النطف الحية الى الميتة مع انخفاض نسبة التشوهات) وتعبير جينات fshβ و lhβ في النخامية وجينات fshr و lhr في الخصى. في حين كشفت نتائج مجموعة Af انخفاضاً معنوياً في الأوزان النسبة للأعضاء التكاثرية ومستويات الهرمونات المدروسة ومعالم النطف (تركيز النطف وحركة النطف ونسبة النطف الحية الى الميتة مع ارتفاع نسبة التشوهات). أما مجموعة AfCm، فقد تحسنت تلك المعايير الا أنها لم ترتقي الى مستوياتها في مجموعتي السيطرة و Cm.
اظهرت نتائج مجموعة الـ Cm مظاهر نسيجية طبيعية وتكوين حيوانات منوية نشطة وتتكون من ترتيب منتظم لجميع أشكال الخلايا الجرثومية وخلايا سيرتولي. اظهر نسيج الكبد لمجموعة الـ Cm مظاهر نسيجية طبيعية. اما بالنسبة للكلى، وبعد 21 يوم فان مجموعة الـ Cm اظهرت كبيبات طبيعية، ولكن هناك ترسب لخلايا الـ eosinophils في تجويف الـ proximal tubule ولكن بعد 42 من المعاملة، اظهرت المجموعة مظاهر نسيجية طبيعية.
اظهرت نتائج معايير الخصوبة انخفاضا كبيرا في مجموعة الـ Af. ومع ذلك، فقد كشفت المجموعة المركبة عن تحسن كبير في هذه المعايير.
نستنتج من الدراسة أن الأفلاتوكسين B1 يمكن أن يسبب تأثيرات سامة عالية على الجهاز التناسلي الذكري للجرذان، ومستوى التأثير يعتمد على طول فترة التعرض للأفلاتوكسين، وأن استخدام حليب الإبل قد يحسن من الآثار الضارة الناجمة عن الأفلاتوكسين B1.