بعد أيام قليلة تبدأ المعاهد والكليات والجامعات عامًا دراسيًا جديدًا، تتجدد فية الرغبة في التفوق والجد والتحصيل, ويجني فيه المجتهدون حصاد عام مضى؛ فينتقل الناجحون إلى الصفوف الأعلى، ويلتحق الحاصلون على الشهادات بمراحل تعليمية جديدة، ويبقى استمرار النجاح مرهونًا بالإفادة من تجارب الأعوام الماضية والاستعداد لخوض تجربة العام الجديد .
تشهد كلية الطب البيطري – جامعة بغداد يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ، حملة كبرى للإعمار والبناء، لتشكل معها صورة تعبق املا بأن الحياة في الكلية متجددة ومتطلعة الى الوصول واللحاق بركب الكليات العالمية وضمان الجودة في كل المجالات
بالرغم من ان الكلية تأثرت بتأخر هذه العملية وتزامنها مع بدء العام الدراسي الا ان عمادة الكلية تسعى لإيجاد البدائل المناسبة في سبيل عدم تأثر العملية التدريسية بمشهد الأعمار الذي تفرع للعديد من المراحل وشمل العديد من المرافق بين عمليات إنشاء وتأهيل وأعمار
اذ شملت هذه الحملة عدد من القاعات الدراسية والتي عانت منذ زمن ليس بالقصير من الاهمال وفقدان عمليات الصيانة لها مما انعكس سلبا على مباني تلك القاعات وخاصة سطوحها
ابتدأت تلك الحملة بقلع السطوح القديمة وتجديدها وصيانتها وطلاء جدرانها وامتدت الصيانة لتشمل اعادة تأسيساتها الكهربائية و تأثيثها بمقاعد دراسية جديدة و اجهزة العرض data show و هناك نية في تجهيز هذه القاعات بما يعرف بالسبورة الذكية لمواكبة التطور وتوفير احدث ماتوصل اليه العلم من تقنيات ووسائل ايصال المعلومات للطلبة
من ناحية اخرى امتدت تلك الحملة لتشمل مجاري الصرف الصحي للكلية واعادة تأسيس المنظومة الكهربائية لها بشكل يتلائم مع متطلبات الاجهزة الحديثة
ونظرا لعدم ملائمة المسقفات المخزنية الموجودة في الوقت الحاضر لخزن المواد والاجهزة والمعدات امتدت يد الاعمار لتشمل تلك المسقفات باعمال الصيانة واعادة التأهيل لتكون بالمواصفات الملائمة لخزن مايمكن خزنه بها
وتعمل عمادة الكلية متمثلة بعميدها الاستاذ الدكتور حسن علي عبد الرضا الذي يعمل جاهدا على اظهار الكلية بمظهر يليق بها على انها من الكليات العريقة والتي بأمس الحاجة للنهوض بها واعادة تأهيلها لتحتل المكانة التي تستحقها
ونظرا لقدم واجهة مبنى العمادة أرتأت عمادة الكلية من ان يعاد تأهيل تلك الواجهة بطراز حديث لأظهارها بمظهر يليق بها وبمكانتها
وقد اهتمت العمادة باهم مرفق وهو الحقل الحيواني والذي عانى من الاهمال مما ادى الى تدهور البنى التحتية ولم يعد صالحا لايواء الحيوانات اذا تمت اعادة بناء الحضائر الخاصة بتربيتها وتهيئة بيئة مناسبة لها من خلال تجهيز الحقل بمراوح خاصة وهناك خطط مستقبلية اخرى لجعله حقلا نموذجيا يليق بكلية الطب البيطري وامتدت حملات الاعمار لتشمل حقول الاسماك التي عانت على مر السنين من الاهمال اذا تعد هذه الاحواض من الوسائل التعليمية المهمة في تعريف طلبة الدراسات الاولية بالطرق الحديثة لتربية الاسماك والاساليب المتبعة في علاجها ومكان لاحتضان بحوث طلبة الدراسات العليا في هذا المجال
ونظرا لقدم ابنية الكلية كما ذكر سابقا فقد شملت حملات الاعمار تأهيل مبنى فرع الجراحة والتوليد كبداية لصيانة الفروع العلمية الاخرى
ولا يخفى على الجميع ان عمادة الكلية لديها طموحا اكبر من ذلك في اعادة اعمار وتأهيل البنى التحتية للكلية وهناك العديد من الخطط المستقبلية التي سيشهدها هذا الصرح العلمي العريق وبتكاتف جهود كل الخيريين والمتابعة المستمرة من عمادتها والتي عرفت بحرصها الشديد ورغبتها في رقيه وتقدمه
