شهد فرع الصحة العامة/وحدة بحوث الأمراض المشتركة في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (الكشف والتعريف الجزيئي للمبيضات غير البيضاء المعزولة من التهاب الفرج والمهبل لدى النساء والابقار في مدينة بغداد) للطالبة نبأ علي حسن.

هدفت هذه الدراسة لتحديد معدل انتشار وتنوع الأنواع غير Candida albicans  المرتبطة بحالات التهاب المهبل لدى النساء والماشية في مدينة بغداد، مثل C. glabrata  وC. tropicalis  وC. krusei، والتي ازدادت أهميتها السريرية نظراً لصعوبة علاجها ومقاومتها المتزايدة للعقاقير. تضمنت هذه الدراسة جمع (300) عينة من مسحات مهبلية، أظهرت (64) منها نمواً خميرياً، ما يمثل معدل انتشار قدره (21.3%)، بواقع (25.5%) في النساء و(17.3%) في الماشية. وقد استُخدمت عدة تقنيات تقليدية molecular لتشخيص الأنواع الفطرية، شملت الزراعة على وسط سابورو ديكستروز (SDA)، واختبار الأنبوب الجرثومي (Germ Tube)، والوسط الكرومي (HiChrome)، ونظام VITEK 2، وتقنية تفاعل البلمرة المتسلسل  (PCR)، وتسلسل جين 18S rRNA.. أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الأنواع غير Candida albicans كانت السائدة، حيث شكلت نسبة (81.3%) من إجمالي العزلات في كل من النساء والماشية. وكانت C. glabrata  الأكثر انتشاراً بين النساء بنسبة (49.4%)، تلتها C. albicans (41.8%)، وC. tropicalis (11.4%)، وC. krusei (7.6%)، بينما تم تسجيل عزلة واحدة لكل من C. parapsilosis، وC. kefyr، وC. famata (3.8%).  أما في الماشية، فقد كانت C. tropicalis الأكثر شيوعاً بنسبة (20.4%)، تلتها C. krusei (13%)، وC. parapsilosis (5.2%)، إذ أظهرت اختبارات الحساسية للمضادات الفطرية مقاومة مرتفعة لدى أنواع C. glabrata  وC. krusei تجاه الفلوكونازول والإيكانوكاندين، حيث بلغت نسبة المقاومة للفلوكونازول (62%)، و(43%) للميكافنجين والكاسبوفنجين، بينما كانت المقاومة للفلوستوسين أقل (26.6%). في المقابل، أظهر كل من الفوريكونازول والأمفوتيريسين B فعالية عالية ضد جميع العزلات. وأظهرت بعض الأنواع قدرة عالية على تكوين الأغشية الحيوية (Biofilm)، مثل C. glabrata (OD=2.5)، وC. tropicalis (OD=2.54)، وC. krusei (OD=2.09)، الأمر الذي يُسهم في مقاومتها العالية للعلاج. أما التحليل الجزيئي، فقد كشف عن وجود الجينات المرتبطة بتكوين الغشاء الحيوي (ALS1  وHWP1) في 17 عزلة شملت C. tropicalis، وC. glabrata، وC. kefyr، وC. parapsilosis، في حين ظهر جين (CAN) في 9 عزلات تضمنت C. krusei، وC. pelliculosa، وC. utilis، وC. famata. كما تم رصد جين مقاومة الأدوية المتعددة (MDR1)  في ثلاث عزلات من C. tropicalis. وقد أكد تسلسل جين  18S rRNA وجود تنوعٍ جيني في عشر عزلات خميرية، وكشف عن استبدالات نوكليوتيدية مميزة أتاحت تحديداً دقيقاً على مستوى النوع، مما يعزز من موثوقية نتائج نظام VITEK 2، ويُسهم في فهم الخصائص الممرضة ومقاومة هذه الأنواع الفطرية للأدوية. أستنتجت هذه الدراسة بنجاح فائدة Sabourid dextrose agar، واختبار Germ tube، وHiChrome agar ، والتقنيات الجزيئية في تحديد الأنواع. مكّنت من تحديد مسببات الأمراض الفطرية النادرة، مثل فطريات Zygosaccharomyces spp.  التي بلغت نسبتها ٤.٦٪ لدى النساء، وفطريات  Rhodotorula spp.٣.١٪ لدى النساء ونفس النسبة لدى الأبقار، وفطريات     Trichosporon spp.  ١.٦٪ لدى النساء. حيث يُبرز اكتشاف أنواع فطرية متشابهة لدى كل من النساء والأبقار إمكانية انتقال العدوى بين الأنواع.كذلك كشف التحليل الجزيئي عن وجود جينات مرتبطة بالأغشية الحيوية (ALS1 وHWP1) في ١٧ عينة، مما يوفر أساسًا وراثيًا لتعزيز التصاقها ومقاومتها للعوامل المضادة للفطريات.أوصت هذه الدراسة بدمج التقنيات الجزيئية، مثل الكشف عن جينات تسلسل منطقة ITS، لتحسين دقة تحديد الفطريات.واستخدام تقييمات الأغشية الحيوية كجزء من التشخيص الروتيني لتحديد الإصابات عالية الخطورة.كذلك تنفيذ برامج مراقبة لرصد الإصابات الفطرية في الماشية وتقييم تأثيرها المحتمل على صحة الإنسان.واستكشاف الدور البيئي للأنواع الفطرية الأقل شيوعًا، مثل Zygosaccharomyces وTrichosporon وRhodotorula، في الميكروبيوم المهبلي وأهميتها السريرية.ورفع مستوى الوعي بين العاملين في مجال الرعاية الصحية والطب البيطري بشأن علم الأوبئة المتغير لالتهاب الفرج والمهبل.

Comments are disabled.